نبذة عن الواقف الشريف السيد محمد عبد المالك العلمي "رحمه الله"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..   وبعد:_

هو السيد محمد عبدالمالك بن السيد الصغير بن السيد محمد العلمي السائحي التهامي الأبطحي القرشي الهاشمي الحسني من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب زوج السيدة فاطمة الزهراء البتول بنت رسول الله ﷺ وبُضعته الطاهرة.

– ولد رحمه الله في عام 1297هـ وتوفي في عام 1353هـ.

– هاجر جده الأكبر وهو الشريف إدريس بن عبدالله الكامل في القرن الثاني الهجري إلى المغرب العربي، واستقر بها وذريته وتحديداً في بلدة تطل على المحيط الأطلسي وتسمى بلدة (ولِيلِي) ومنها انتشرت ذرية الأدارسة الأشراف الحسنيون في كل من بلاد المغرب العربي وما جاورها من البلدان.

– هاجر جد الواقف وهو السيد محمد بن السايح في القرن الثامن الهجري إلى الجزائر واستقر بها مدة أربعة قرون ثم انتقلت الأسرة بعدها إلى المدينة المنورة.

– في عام 1325هـ بدأ الواقف وهو السيد محمد عبدالمالك العلمي رحمه الله في شراء العقارات في المدينة المنورة، وكان يهتم بمتاخمتها للمسجد النبوي الشريف طلباً للأجر والخير والفضل والحرص على الصلاة في المسجد النبوي الشريف.

– في عام 1348هـ بدأ الواقف رحمه الله في تثبيت وقف هذه العقارات في المحكمة الشرعية ابتغاء وجه الله وطلباً لما عنده من الأجر والمثوبة.

– تولى الواقف بنفسه النظارة على هذه الأوقاف طيلة حياته وجعل النظارة من بعده لأخيه الشقيق محمد اللقاني ثم من بعده للأرشد من ذريته ما تناسلوا.

– كان الواقف رحمه الله صاحب خلق وكرم يفوقان الوصف، وكان إذا نزل في بلد أكرم أهلها واستضافهم مهما كلفه ذلك، وكانت له قافلة خاصة باسمه تسير إلى الحج.

– كان يؤدي فريضة الحج في كل عام تقريباً خاصة في سنينه الأخيرة قبل وفاته، وكان يقوم بسقي الماء للحجيج وإطعامهم في مكة ومنى وعرفات ومزدلفة وكان يباشر ذلك بنفسه، وكان من عادته بعد الحج أن يتجه إلى بيت المقدس للصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

– كان صاحب علم وعبادة وتوجه إلى الله ولم يكن ينظر إلى متاع الدنيا الزائل أبداً، ولذلك بسط الله له منها الشيء الكثير لأنها لم تدخل قلبه وإنما كانت في يده، ولعباد الله المحتاجين إليها.

– أسرته أسرة علم وريادة وقد حقق الله له ذلك في ذريته الذين حملوا اسمه وأبقوا أثره فكان منهم الأئمة والعلماء والقراء والخطباء والأطباء والمهندسين والمعلمين وفي كل ميادين العز والشرف والفضل لهم باع ونصيب وافر.

– لا تزال بفضل الله ذريته قاطنة في المدينة المنورة وقد بارك الله فيهم وفي عقبهم فهم يتجاوزون الآن ما يزيد على المائة والخمسين نفساً ولله الفضل والمنة والحمد والشكر.

– من ذريته من صلبه أبناؤه: الطاهر ومحمد الحافظ والهاشمي والبشير ويونس ورقية.

– لقد بارك الله عز وجل في وقف هذا الرجل ونحسب أن ذلك كان بنيته الصالحة، فقد بدأ هذا الوقف ونشأ من بيوت شعبية صغيرة بقرب المسجد النبوي، وأضحت الآن بفضل الله أولاً ثم بجهود النظار من ذريته عمائر كبيرة في المنطقة المركزية وفي غيرها يعم خيرها ويدر نفعها على أهل المدينة والفقراء والمحتاجين منهم.

– استلم النظارة على هذه الأوقاف بعد وفاته أخوه الشقيق محمد اللقاني رحمه الله وامتد ذلك إلى عام 1376هـ.

– تولَّى النظارة بعد محمد اللقاني ابن الواقف وهو السيد محمد الحافظ بن السيد محمد عبدالمالك وامتد ذلك إلى عام 1388هـ.

– تولَّى النظارة من بعده من ذرية الواقف السيد الهاشمي محمد عبدالمالك وامتد ذلك إلى عام 1421هـ.

– تولَّى الإشراف على هذا الوقف من ذرية الواقف الشيخ عبدالرحيم بن محمد الحافظ ابن السيد محمد عبدالمالك العلمي من عام 1413هـ ولا يزال إلى الآن بفضل الله.

– تولَّى النظارة على الوقف من ذرية الواقف من بعد الناظر السيد الهاشمي ابنه السيد حمزة الهاشمي بن محمد عبدالمالك من عام 1421هـ إلى الآن بفضل الله.

– تولَّى النظارة على الوقف من ذرية الواقف كذلك كناظر ثاني على الوقف من ذرية الواقف السيد الدكتور خالد بن محمد الحافظ بن عبدالمالك العلمي في الفترة من عام 1421هـ إلى عام 1426هـ، ثم تنازل عنها وتولَّاها مرة أخرى من عام 1442هـ وإلى الآن بفضل الله عزوجل.

والخير بفضل الله لا يزال موجوداً والعطاء متصلاً ونسأل الله النفع والخير والبقاء والنماء إنه على كل شيء قدير، ونرجو أن يصدق على ما سلف قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ…) وقوله تعالى: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا…) الآية، اللهم آمين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.